الدولة تحتفل بـ"اليوم العالمي للمواصفات" بحضور منظمات ISO و IEC و GSO
عمر السويدي: الوزارة تدعم الابتكار وتعزيز التكنولوجيا المتقدمة في المنتجات والخدمات
أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة- 16 أكتوبر 2021
انطلاقاً من دور وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، في الارتقاء بمنظومة البنية التحتية للجودة في دولة الإمارات، ودورها في دعم أهداف التنمية المستدامة، نظمت الوزارة ندوة افتراضية، حضرها مسؤولون وخبراء من داخل وخارج الدولة، للتعريف بالقدرات الإماراتية المتقدمة في هذا المجال، ونشر الوعي بأهمية الدور الكبير للمواصفات في دعم التنمية المستدامة، وذلك على هامش الاحتفالات باليوم العالمي للمواصفات، الذي يصادف 14 أكتوبر سنوياً.
شارك في الحدث الذي عقد افتراضياً، سعادة عمر صوينع السويدي، وكيل وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، وسعادة السيد إيدي نجوروجي رئيس المنظمة الدولية للتقييس (ISO)، وسعادة المهندسة فرح علي الزرعوني، الوكيل المساعد بالإنابة لقطاع المواصفات والتشريعات في الوزارة ، و الدكتور رالف سبورر نائب رئيس المنظمة الكهروتقنية الدولية ( IEC)، والدكتور سكوت ستيدمان، المدير العام المدير العام لمعهد المواصفات البريطاني (BSI)، والدكتور عدي البوحمد، مدير المواصفات والمقاييس في هيئة التقييس الخليجية (GSO)، إضافة إلى نخبة من الخبراء والمتخصصين من مختلف أنحاء العالم.
دعم الابتكار
وأكد سعادة عمر صوينع السويدي، وكيل وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، أن دولة الإمارات ضمن مئويتها، تطمـح بـأن تصبـح الدولـة الأولى في العالـم بحلـول العـام 2071 في جميـع مجـالات التنميـة المسـتدامة، حيث ينسجم شعار هذا العام لليوم العالمي للمواصفات مع جهود دولة الإمارات في ملف الاستدامة، خصوصاً وأننا نطبق آلاف المواصفات القياسية دولية المرتبطة بالاستدامة، إضافة إلى إصدارنا العشرات من المواصفات القياسية الإماراتية ، في مجالات الزراعة والطاقة والمياه والنقل والبيئة والهيدروجين التي تم تطويرها لدعم توجه الدولة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وقال سعادته: إن تطوير المواصفات القياسية يخدم "مشاريع الخمسين" التي أعلنتها حكومة الإمارات، خصوصاً وأن هذه المشاريع تدعم الابتكار والتكنولوجيا المتقدمة من أجل زيادة جودة المنتجات والخدمات في الأسواق، ولإيجاد حلول ديناميكية للتحديات العالمية. والتركيز على القطاعات المستقبلية بما يعزز النمو الاقتصادي، ويفتح آفاقا جديدة أمام الخبراء والمصنعين والمبتكرين ورواد الأعمال لتوسيع أعمالهم ضمن قطاع صناعي إماراتي داعم للنمو والازدهار.
وأكد سعادة السويدي على أن وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة تولي أهداف التنمية المستدامة أهمية كبيرة، وذلك انسجاماً مع توجهات حكومة دولة الإمارات، خصوصاً في الهدف التاسع: "الصناعة والابتكار والبنية التحتية"، من خلال منظومة متكاملة من المواصفات والمقاييس، نعمل فيها بشكل فعال مع شركائنا من الحكومة ومن القطاع الخاص والجهات المعنية، كما يعد اعتماد التكنولوجيا المتقدمة وحلول الثورة الصناعية الرابعة من خلال استراتيجية الوزارة، أمر مؤثر في تحقيق تقدم ملموس في أهداف التنمية المستدامة.
وتابع سعادته: من خلال المواصفات يصبح القطاع الصناعي الإماراتي أكثر قدرة على التنافسية العالمية، في طريقنا للتحول نحو أن تصبح دولة الإمارات مركزاً صناعياً عالمياً، ووجهة عالمية رائدة لصناعات المستقبل، وبما ينسجم مع مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للصناعة والتكنولوجيا المتقدمة "مشروع 300 مليار".
وأشار إلى أن المواصفات توفر منظورًا جديدًا للصناعات الناشئة يمكن من خلالها ترجمة احتياجات السوق وطموحات الدولة إلى حلول عملية، كذلك تسهم في توفير حلول للصناعات الناشئة من خلال إدارة المشكلات و المخاطر بشكل أفضل، و توقع طلب المستهلكين، و ترك بصمة في الأسواق النامية، و تأمين الوصول للموارد اللازمة، الأمر الذي يؤدي إلى دفعهم نحو مسار التنمية المستدامة و الشاملة.
مهمة ملحّة
من جانبه، أشاد سعادة إيدي نجوروجي رئيس المنظمة الدولية للتقييس (ISO)، بتجربة دولة الإمارات الرائدة على صعيد تطوير المواصفات والالتزام بها. لافتاً إلى أن الدولة باتت نموذجا يحتذى في ملف البنية التحتية للجودة كعنصر رئيس من عناصرها ومتطلباتها، معتبرا أن النجاحات التي سجلتها الإمارات في مواجهة جائحة كوفيد-19 تمثّل خير دليل على ذلك.
وأضاف نجوروجي إن "اليوم العالمي للمواصفات" يمثل دعوة مفتوحة للإنسانية لتعزيز جهودها باتجاه بناء عالم تتحقق فيه أجندة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة ويتمكن فيه البشر من تشارك الموارد الثمينة والحصول على الرعاية الصحية والتعليم والوظائف وغيرها.
ولفت نجوروجي إلى أن المواصفات تضع خريطة الطريق الضرورية أمام صنّاع القرار حول العالم بما يساعدهم على اتخاذ الخطوات المناسبة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، لافتاً إلى إعداد المنظمة الدولية للتقييس (ISO) قائمة واضحة تربط المواصفات العالمية الصادرة عن الجهات المعنية بكل هدف من أهداف أجندة التنمية المستدامة.
وشدد نجوروجي على أهمية المواصفات الخاصة بالتكنولوجيا المتقدمة وحلول الثورة الصناعية الرابعة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، مشيراً إلى أن المواصفات التي نصدرها في المنظمة تشكل قاعدة أساسية للعديد من المبادرات التي جذبت انتباه العالم مؤخرا، وعلى رأسها مبادرة (اصنع في الإمارات)" التي أطلقتها وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة لتشجيع الاستثمار في القطاع الصناعي بالدولة.
وتابع: "نفخر في اليوم العالمي للمواصفات بالخطوات التي اتخذناها للمساعدة في مواجهة أزمة تغيّر المناخ، وبينها الإعلان التاريخي الذي أصدرناه مؤخرا، وجعلنا المواصفات من خلاله أداة داعمة في مواجهة التغيّر المناخي.
ونبّه نجوروجي إلى أن العالم يحتاج في "اليوم العالمي للمواصفات" إلى رسالة أمل بوجه التحديات التي تسببت بها جائحة كوفيد-19 عالميا، مع ضرورة مضاعفة الجهود للالتزام بالمهلة الزمنية المحددة لتنفيذ أجندة التنمية المستدامة بحلول 2030، داعياً الجميع إلى التكاتف لبناء عالم أفضل يراعي معايير الجودة والأمان والسلامة للجميع.
جودة واستدامة
من جهتها، أكدت المهندسة فرح علي الزرعوني، الوكيل المساعد بالإنابة لقطاع المواصفات والتشريعات في الوزارة، خلال عرض تقديمي بعنوان دور المواصفات في التغلب على التحديات الصناعية في حقبة ما بعد COVID 19، أن المواصفات تخدم قطاع الصناعة المستدامة بما يدعم الاقتصاد الوطني، من خلال تلبية احتياجات الجودة والسلامة ومتطلبات الاستدامة، وتغطية جميع الصناعات خصوصاً الصناعات ذات الأولوية للاقتصاد الوطني.
وأضافت: تسهم المواصفات بشكل رئيسي في تعزيز في ثقة المستثمرين والمستهلكين في المنتجات والخدمات من خلال خلق بيئة داعمة لسلسلة التصنيع بالكامل، وكل ما يساهم في سلامة وجودة المنتجات، اضافة الى دورها الرائد في إزالة العوائق الفنية أمام تداول المنتجات، وصولاً إلى دور المواصفات في دعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة الإماراتية لتسهيل نفاذ منتجاتها الى الأسواق المختلفة.
وأضافت أن المواصفات في حقيقة الأمر هي لغة تواصل عالمية، تدعم تطوير البنية التحتية الآمنة والمستدامة، وتوفر المرونة اللازمة للابتكار والتطور، فضلاً عن أنها توفر أساسا فنيا يمكن الدولة من تحقيق أهدافها في مجالات الطاقة النظيفة وغيرها، موضحة أن الاستدامة تعد أحد أهداف الثورة الصناعية الرابعة، والتي تتطلب تحقيقها في شتى المجالات، مشيرة إلى أن الاحتفال باليوم العالمي للمواصفات يتزامن هذا العام مع استضافة دولة الإمارات لفعاليات "إكسبو 2020" في دبي، وهي الفعالية الحافلة بالمشاركين من مختلف أنحاء العالم، والذي يشهد تركيزاً على مفاهيم الابتكار والتنمية المستدامة، والتي سعت الدولة الى التركيز عليها من خلال تبني أهداف رئيسة تضمنت الصناعة والابتكار والبنية التحتية، والطاقة الخضراء وبأسعار معقولة، ومدن ومجتمعات محلية مستدامة، و التي ترتبط جميعها بمنظومة البنية التحتية للجودة التي تشرف على تطبيقها وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، بالتعاون مع شركائها الاستراتيجيين من القطاعات الحكومية والخاصة.
هل وجدت هذا المحتوى مفيدًا؟
يمكنك مساعدتنا على التحسن من خلال تقديم تعليقاتك حول تجربتك.