د.سلطان الجابر: تحويل دولة الإمارات إلى مركز إقليمي وعالمي لصناعات المستقبل ووجهة من أنشط الوجهات الاقتصادية والاستثمارية عالمياً
د. ينبياو شو: الإمارات تحتل مكانة متقدمة في الثورة الصناعية الرابعة بفضل بنيتها التحتية الحديثة وتقنياتها المتطورة
عمر السويدي: موثوقية عالمية للإمارات بإصدار 70 ألف شهادة مطابقة لمنتجات كهربائية وإلكترونية
حضور "هجين" من 88 دولة ومشاركة واسعة من الخبراء والعلماء والتقنيين والمختصين والشباب
دبي، الإمارات العربية المتحدة- 4 أكتوبر- 2021:
افتتح معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، أمس في دبي، فعاليات الاجتماع 85 للمنظمة الكهروتقنية الدولية IEC، الذي تستضيفه دولة الإمارات للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتنظمه وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، تحت شعار "قيادة الثورة الصناعية الرابعة بالتقييس".
وتشهد الاجتماعات التي تعقد للمرة الأولى بطريقة هجينة تجمع بين الحضور الشخصي والافتراضي، أول حضور شخصي لأعضاء المنظمة منذ اجتماعهم في العام 2019 في الصين، بصورة تعكس قدرة دولة الإمارات على استضافة الأحداث الدولية الكبرى، وفق إجراءات احترازية صارمة، ووسط مشاركة دولية واسعة من الخبراء والعلماء والتقنيين والمختصين في مجالات فنية وهندسية من 88 دولة.
ويصادف العام الجاري، مرور 10 أعوام على الشراكة بين دولة الإمارات والمنظمة الكهروتقنية الدولية، وخلال هذا العقد من الشراكة، أصدرت دولة الإمارات نحو 70 ألف شهادة مطابقة للمنتجات والخدمات في مجال الأجهزة والمعدات الكهربائية والإلكترونية ومكوناتها، الأمر الذي أسهم في تطوير القدرات الإماراتية وتسريع التنمية الصناعية، وتوسيع فرص التصدير للمصنعين من دولة الإمارات.
مكانة إماراتية
وفي كلمته الافتتاحية، رحب معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، بالمشاركين في الاجتماعات من مختلف أنحاء العالم، مشيراً إلى أن استضافة دولة الإمارات للاجتماعات للمرة الأولى في المنطقة، يستند إلى المكانة التي تتمتع بها الدولة كإحدى أنشط الوجهات الاقتصادية والاستثمارية في العالم.
وأكد معاليه أنه ومن خلال رؤية وتوجيهات القيادة الرشيدة في دولة الإمارات، طورت الوزارة استراتيجية وطنية شاملة للصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، في خطوة استشرافية تعد الأكبر والأشمل لتطوير القطاع الصناعي من خلال رؤية تمكينية متكاملة، تهدف إلى تحفيز الصناعات ذات الأولوية، وتعزيز القيمة الوطنية المضافة للصناعة، وتطوير صناعات المستقبل، وزيادة مساهمة القطاع الصناعي في الناتج المحلي الإجمالي. وتمثل منظومة المواصفات والمقاييس الوطنية داعماً رئيساً وجزءاً أساسياً من هذه الاستراتيجية المتقدمة.
وأضاف معاليه: تشمل هذه الاستراتيجية العمل على تحويل دولة الإمارات إلى مركز إقليمي وعالمي لصناعات المستقبل، وأطلقنا سلسلة مبادرات متكاملة من خلال "برنامج الثورة الصناعية الرابعة – الصناعة 4.0" وذلك ضمن مشاريع الخمسين التي أعلنت عنها الحكومة. ويهدف هذا البرنامج إلى رفع مستوى الإنتاجية الصناعية بنسبة 30%، وإضافة نحو 7 مليار دولار (25 مليار درهم إماراتي) إلى الناتج المحلي الإجمالي للدولة خلال 10 سنوات.
إكسبو 2020
وقال معاليه إن الاجتماعات تتزامن مع استضافة دبي ودولة الإمارات لمعرض إكسبو 2020، وهو الحدث الذي يكتسب أهمية خاصة ويتزامن مع دخول دولة الإمارات عامها الخمسين، وانطلاقتها نحو الخمسين عاماً الجديدة، مستندة إلى مباديء واضحة ترسم طريق التقدم والنمو في مختلف القطاعات، خصوصاً القطاع الصناعي والتكنولوجي.
وأضاف معاليه أن الاجتماعات تحمل شعار "قيادة الثورة الصناعية الرابعة بالتقييس".. والذي يعكس مدى الارتباط بين التطور النوعي في الإنتاج، والثورة الصناعية الرابعة، والبنية التحتية للجودة، التي تهدف إلى الارتقاء بمختلف الصناعات، وتسهيل التبادل التجاري، وحماية المستهلك والبيئة، ودعم اقتصاداتنا الوطنية.
ونوه معاليه بانضمام دولة الإمارات إلى المنظمة الكهروتقنية الدولية في العام 2010، كأول دولة من منطقة الشرق الأوسط تنال العضوية الكاملة، إضافة إلى حصولها في عام 2012 على الاعتراف الدولي بشهادات المطابقة الصادرة من الوزارة.
تنافسية عالمية
وأعرب معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر عن اعتزازه بتقدم دولة الإمارات 5 مراكز في المؤشر العالمي لـ "الأداء الصناعي التنافسي" الصادر عن منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية "يونيدو" في عام 2021، وبأن الإمارات تتصدر قائمة الدول العربية في هذا المؤشر.
وشدد معالي وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة على دور التقييس، والذي اكتسب أهميةً كبيرة أكثر من أيّ وقتٍ مضى، خصوصاً مع بدء عودة النمو العالمي بعد جائحة كوفيد-19. معرباً عن ثقته بأن الاجتماعات ستُلقي الضوء على أفضل الممارسات في هذا المجال الحيوي، بما يعزز قدرة المنتجات على المنافسة والنفاذ إلى مختلف الأسواق العالمية.
ونوه معاليه بجهود صقل المواهب والكفاءات الشابة، لبناءِ قياداتٍ مستقبلية في مجال البنية التحتية للجودة، وذلك من خلال "برنامج المحترفين الشباب"، الذي سيساعد الجيل الجديد من المبتكرين والمتخصصين على بناء شبكةٍ من العلاقات الدولية، موجهاً التحية لجميع الشباب المشاركين في هذا البرنامج، وبينهم 4 كفاءات إماراتية في تخصصات فنية وهندسية.
مناقشة عالمية
وفي كلمته أمام الحضور، أعرب الدكتور ينبياو شو، رئيس المنظمة الكهروتقنية الدولية IEC، عن تقديره لدولة الإمارات ووزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، واللجنة الوطنية الإماراتية للمنظمة الكهروتقنية الدولية، لاستضافة الاجتماعات في إمارة دبي، وفي ظل إجراءات احترازية صارمة، من أجل السماح للمنظمة بالمناقشة واتخاذ القرارات بطريقة تخدم أداء الدول الأعضاء وبصورة متكاملة.
وأضاف: يتمحور شعار الاجتماع هذا العام حول "قيادة الثورة الصناعية الرابعة بالتقييس". وانطلاقاً من معرفتي بدولة الإمارات، فهي تحتل مكانة متقدمة في الثورة الصناعية الرابعة بفضل بنيتها التحتية الحديثة وتقنياتها المتطورة، حيث تلقى الثورة الصناعية الرابعة دعماً من التقنيات الجديدة التي توفر المعلومات والأتمتة ومستوى جديداً من الكفاءة.
وأشار إلى أن التقنيات المتقدمة مثل إنترنت الأشياء والحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي، تتيح جمع كميات ضخمة من البيانات ومشاركتها وتحليلها. ونتيجة لذلك، تساعد الرؤى المكتسبة من خلال نشر هذه التقنيات على تحسين العمليات والأنظمة والخدمات بالإضافة إلى ضمان موثوقيتها، فيما يشكل التقييس أهمية كبيرة للاستفادة من مميزات الثورة الصناعية الرابعة.
وتابع: سيجتمع الخبراء لمناقشة مجموعة واسعة من الموضوعات المهمة لمجتمعات التقييس وتقييم المطابقة. وسننظم مستقبلاً جلسات ومؤتمرات للدول الأعضاء واللجان الفنية تتناول مواضيع سلامة المنتجات وقضايا تنويع الموارد وتضمن إشراك جميع أصحاب المصلحة. وستتبادل البلدان خبراتها، كما سيتم استكشاف طرق دعم أصحاب المصلحة لدينا في ضوء الأوضاع الجديدة التي يجب أن نعمل فيها.
وأوضح رئيس المنظمة الكهروتقنية الدولية، أن التقييس يحدد متطلبات الأمان والأداء والتشغيل البيني للتكنولوجيا، ويضمن تواصل الآلات ضمن نطاقات البنى والحدود الجغرافية. ونظراً إلى اندماج البيئات المادية والرقمية، فإن توحيد المعايير والمواصفات الرقمية يحمي بنيتنا التحتية من الهجمات السيبرانية، كما أن المطابقة تعد أمراً حيوياً لكي نستفيد من التقييس بشكل كامل.
وتابع: وهنا يكمن دور تقييم المطابقة في ضمان امتثال الأنظمة والمنتجات لمعايير المنظمة، وقد أدركت دولة الإمارات هذا الأمر، حيث جمعت في سبتمبر 2019 نخبة الخبراء والوفود من 86 دولة للاجتماعات السنوية للجنة الكهروتقنية الدولية لاعتماد المعايير المتعلقة بالمعدات المستخدمة في الأجواء القابلة للانفجار IECEx.
واختتم رئيس المنظمة الكهروتقنية الدولية، بأن دورة العام الجاري ستشهد للمرة الأولى تنظيم ورشة عمل للمحترفين الشباب في المنظمة، مرحباً بممثلي الشباب من الجيل القادم الذين سيقودون المنظمة الكهروتقنية الدولية في مساعيها المستقبلية. مشيراً إلى أنه سيكون لدى المحترفين الشباب ووفود المنظمة الكهروتقنية الدولية فرصة لتبادل الحوارات وجهاً لوجه، وهي فرصة طال انتظارها بسبب تداعيات جائحة كوفيد-19 خلال العامين الماضيين.
موثوقية عالمية
إلى ذلك، أكد سعادة عمر صوينع السويدي، وكيل وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، رئيس اللجنة الوطنية الإماراتية الكهروتقنية، بأن دولة الإمارات تفخر بدعم جهود المنظمة الكهروتقنية الدولية، في وقت يصادف فيه العام الجاري مرور 10 أعوام على الشراكة بين دولة الإمارات والمنظمة، تم خلالها إصدار نحو 70 ألف شهادة مطابقة لمنتجات كهربائية وإلكترونية، ما أسهم في اكتساب موثوقية عالمية، كما أثمر تطوير قدرات إصدار الشهادات المحلية في تسريع النمو الصناعي وتوسيع نطاق فرص التصدير للمصنعين في الإمارات.
وأضاف السويدي أنه وخلال الشهر الماضي، كجزء من مشاريع الخمسين، أطلقنا مبادرة برنامج الثورة الصناعية الرابعة لتسريع تلك العملية، وهو برنامج متكامل للتدريب وتبادل المعرفة والتواصل والتمويل، وسيركز على تعزيز وتسهيل وتمويل اعتماد التكنولوجيا المتقدمة في قطاع الصناعة ككل في دولة الإمارات.
اعتراف من 88 دولة
وأشار سعادته إلى أن وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة تعد الجهة الأولى في المنطقة التي تمنح شهادة IECEE وفق نظام تقييم المطابقة للمعدات والمكونات التابع للمنظمة الكهروتقنية الدولية، فيما يعد مختبر دبي المركزي مركز الاختبارات المعتمد الوحيد كذلك، وهذه الشهادات معترف بها من 88 دولة، حيث تعد وزارة لصناعة والتكنولوجيا المتقدمة جهة معينة من قبل المنظمة الكهروتقنية الدولية لإصدار هذه الشهادات IECEE حسب متطلبات المنظمة الكهروتقنية الدولية، وهو يعتبر إنجاز وطني مهم.
فيما استضفنا في العام 2019 الاجتماع السنوي للجنة الكهروتقنية الدولية لاعتماد المعايير المتعلقة بالمعدات المستخدمة في الأجواء القابلة للانفجار لـ IECEx في الإمارات، بحضور أكثر من 200 خبير تقني ورواد في مجال البيئات المتفجرة والخطرة.
وتابع: ندرك أهمية عمل المنظمة الكهروتقنية الدولية، ونعول على التنسيق التكاملي مع المنظمة بالتزامن مع بدء فصل جديد من نمونا الصناعي، وكذلك على الكيانات الدولية الأخرى، لضمان توافق صناعاتنا مع أفضل الممارسات والمعايير الدولية وفعالية منتجاتنا وكونها آمنة للاستخدام.
وأوضح سعادته أن مؤتمر اللجنة هذا العام يركز على موضوع يرتبط بشكل وثيق بجهودنا لإنشاء اقتصاد قائم على الابتكار والمعرفة، خصوصاً برنامج الثورة الصناعية الرابعة، وكيفية تأثير فرص وتحديات الثورة الصناعية الرابعة علينا جميعاً، حيث تطورت الأدوات والتطبيقات المرتبطة بسرعة كبيرة بهذه الموجة الجارفة من التطور التكنولوجي، من أفكار هامشية إلى محركات للاقتصادات الحالية والمستقبلية.
وتابع: وتغيرت التخصصات الجديدة، مثل التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات وإنترنت الأشياء والطباعة ثلاثية الأبعاد والحواسيب الكمية، والتكنولوجيا البيولوجية، وطرق صناعة واستهلاك مجموعة كاملة من المنتجات والخدمات، فيما نرحب في الإمارات بتلك الإمكانيات التحويلية: إذ تأسست وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة عام 2020 لتطوير قطاع الصناعة في الدولة وإنشاء اقتصاد مستدام قائم على المعرفة والابتكار.
وأعرب السويدي عن سعادته ببرنامج المحترفين الشباب، الذي يوفر فرص تدريب عالمية للمهندسين الشباب. وستمكّن مشاركة الشباب الإماراتي في هذا الحدث العالمي (وغيرهم من الشباب) من التفاعل مع خبراء عالميين في صناعات المستقبل، مؤكداً أن هذا المؤتمر سيعزز بناء العلاقات والشراكة المعرفية واكتشاف الأفكار والحلول للتحديات العالمية.
اليوم الأول
وشهد اليوم الأول من الاجتماعات جلسات مغلقة وورش عمل جمعت قادة وأعضاء الوفود والمختصين لبحث الموضوعات المدرجة ضمن جدول الأعمال، والتي تتطرق إلى الصناعات المستقبلية والتكنولوجيا المتقدمة، بدءاً من توليد الطاقة الكهربائية ونقلها وتوزيعها على الأجهزة المنزلية والتجهيزات المكتبية والطبية إضافة الى أشباه الموصلات والألياف البصرية والبطاريات والطاقة الشمسية وتقنية النانو والطاقة البحرية والتقنيات الطبية والمغناطيسية والوسائط المتعددة والاتصال.
كما شملت المناقشات الموضوعات المتعلقة بالتقنيات المرتبطة بالقياس والأداء والتصميم والتطوير والسلامة والبيئة، ودعم أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.
وترافقت الجلسات مع انطلاقة "برنامج المحترفين الشباب" الذي ستركز مشاركة دولة الإمارات فيه على تبادل الخبرات وتعزيز مشاركة المهنيين والفنيين من المواطنين الشباب في مواضيع موضوعات تشمل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء وزيادة الطاقة الإنتاجية وتطوير المواصفات القياسية المساندة.
افتتح معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، أمس في دبي، فعاليات الاجتماع 85 للمنظمة الكهروتقنية الدولية IEC، الذي تستضيفه دولة الإمارات للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتنظمه وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، تحت شعار "قيادة الثورة الصناعية الرابعة بالتقييس".
وتشهد الاجتماعات التي تعقد للمرة الأولى بطريقة هجينة تجمع بين الحضور الشخصي والافتراضي، أول حضور شخصي لأعضاء المنظمة منذ اجتماعهم في العام 2019 في الصين، بصورة تعكس قدرة دولة الإمارات على استضافة الأحداث الدولية الكبرى، وفق إجراءات احترازية صارمة، ووسط مشاركة دولية واسعة من الخبراء والعلماء والتقنيين والمختصين في مجالات فنية وهندسية من 88 دولة.
ويصادف العام الجاري، مرور 10 أعوام على الشراكة بين دولة الإمارات والمنظمة الكهروتقنية الدولية، وخلال هذا العقد من الشراكة، أصدرت دولة الإمارات نحو 70 ألف شهادة مطابقة للمنتجات والخدمات في مجال الأجهزة والمعدات الكهربائية والإلكترونية ومكوناتها، الأمر الذي أسهم في تطوير القدرات الإماراتية وتسريع التنمية الصناعية، وتوسيع فرص التصدير للمصنعين من دولة الإمارات.
مكانة إماراتية
وفي كلمته الافتتاحية، رحب معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، بالمشاركين في الاجتماعات من مختلف أنحاء العالم، مشيراً إلى أن استضافة دولة الإمارات للاجتماعات للمرة الأولى في المنطقة، يستند إلى المكانة التي تتمتع بها الدولة كإحدى أنشط الوجهات الاقتصادية والاستثمارية في العالم.
وأكد معاليه أنه ومن خلال رؤية وتوجيهات القيادة الرشيدة في دولة الإمارات، طورت الوزارة استراتيجية وطنية شاملة للصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، في خطوة استشرافية تعد الأكبر والأشمل لتطوير القطاع الصناعي من خلال رؤية تمكينية متكاملة، تهدف إلى تحفيز الصناعات ذات الأولوية، وتعزيز القيمة الوطنية المضافة للصناعة، وتطوير صناعات المستقبل، وزيادة مساهمة القطاع الصناعي في الناتج المحلي الإجمالي. وتمثل منظومة المواصفات والمقاييس الوطنية داعماً رئيساً وجزءاً أساسياً من هذه الاستراتيجية المتقدمة.
وأضاف معاليه: تشمل هذه الاستراتيجية العمل على تحويل دولة الإمارات إلى مركز إقليمي وعالمي لصناعات المستقبل، وأطلقنا سلسلة مبادرات متكاملة من خلال "برنامج الثورة الصناعية الرابعة – الصناعة 4.0" وذلك ضمن مشاريع الخمسين التي أعلنت عنها الحكومة. ويهدف هذا البرنامج إلى رفع مستوى الإنتاجية الصناعية بنسبة 30%، وإضافة نحو 7 مليار دولار (25 مليار درهم إماراتي) إلى الناتج المحلي الإجمالي للدولة خلال 10 سنوات.
إكسبو 2020
وقال معاليه إن الاجتماعات تتزامن مع استضافة دبي ودولة الإمارات لمعرض إكسبو 2020، وهو الحدث الذي يكتسب أهمية خاصة ويتزامن مع دخول دولة الإمارات عامها الخمسين، وانطلاقتها نحو الخمسين عاماً الجديدة، مستندة إلى مباديء واضحة ترسم طريق التقدم والنمو في مختلف القطاعات، خصوصاً القطاع الصناعي والتكنولوجي.
وأضاف معاليه أن الاجتماعات تحمل شعار "قيادة الثورة الصناعية الرابعة بالتقييس".. والذي يعكس مدى الارتباط بين التطور النوعي في الإنتاج، والثورة الصناعية الرابعة، والبنية التحتية للجودة، التي تهدف إلى الارتقاء بمختلف الصناعات، وتسهيل التبادل التجاري، وحماية المستهلك والبيئة، ودعم اقتصاداتنا الوطنية.
ونوه معاليه بانضمام دولة الإمارات إلى المنظمة الكهروتقنية الدولية في العام 2010، كأول دولة من منطقة الشرق الأوسط تنال العضوية الكاملة، إضافة إلى حصولها في عام 2012 على الاعتراف الدولي بشهادات المطابقة الصادرة من الوزارة.
تنافسية عالمية
وأعرب معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر عن اعتزازه بتقدم دولة الإمارات 5 مراكز في المؤشر العالمي لـ "الأداء الصناعي التنافسي" الصادر عن منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية "يونيدو" في عام 2021، وبأن الإمارات تتصدر قائمة الدول العربية في هذا المؤشر.
وشدد معالي وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة على دور التقييس، والذي اكتسب أهميةً كبيرة أكثر من أيّ وقتٍ مضى، خصوصاً مع بدء عودة النمو العالمي بعد جائحة كوفيد-19. معرباً عن ثقته بأن الاجتماعات ستُلقي الضوء على أفضل الممارسات في هذا المجال الحيوي، بما يعزز قدرة المنتجات على المنافسة والنفاذ إلى مختلف الأسواق العالمية.
ونوه معاليه بجهود صقل المواهب والكفاءات الشابة، لبناءِ قياداتٍ مستقبلية في مجال البنية التحتية للجودة، وذلك من خلال "برنامج المحترفين الشباب"، الذي سيساعد الجيل الجديد من المبتكرين والمتخصصين على بناء شبكةٍ من العلاقات الدولية، موجهاً التحية لجميع الشباب المشاركين في هذا البرنامج، وبينهم 4 كفاءات إماراتية في تخصصات فنية وهندسية.
مناقشة عالمية
وفي كلمته أمام الحضور، أعرب الدكتور ينبياو شو، رئيس المنظمة الكهروتقنية الدولية IEC، عن تقديره لدولة الإمارات ووزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، واللجنة الوطنية الإماراتية للمنظمة الكهروتقنية الدولية، لاستضافة الاجتماعات في إمارة دبي، وفي ظل إجراءات احترازية صارمة، من أجل السماح للمنظمة بالمناقشة واتخاذ القرارات بطريقة تخدم أداء الدول الأعضاء وبصورة متكاملة.
وأضاف: يتمحور شعار الاجتماع هذا العام حول "قيادة الثورة الصناعية الرابعة بالتقييس". وانطلاقاً من معرفتي بدولة الإمارات، فهي تحتل مكانة متقدمة في الثورة الصناعية الرابعة بفضل بنيتها التحتية الحديثة وتقنياتها المتطورة، حيث تلقى الثورة الصناعية الرابعة دعماً من التقنيات الجديدة التي توفر المعلومات والأتمتة ومستوى جديداً من الكفاءة.
وأشار إلى أن التقنيات المتقدمة مثل إنترنت الأشياء والحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي، تتيح جمع كميات ضخمة من البيانات ومشاركتها وتحليلها. ونتيجة لذلك، تساعد الرؤى المكتسبة من خلال نشر هذه التقنيات على تحسين العمليات والأنظمة والخدمات بالإضافة إلى ضمان موثوقيتها، فيما يشكل التقييس أهمية كبيرة للاستفادة من مميزات الثورة الصناعية الرابعة.
وتابع: سيجتمع الخبراء لمناقشة مجموعة واسعة من الموضوعات المهمة لمجتمعات التقييس وتقييم المطابقة. وسننظم مستقبلاً جلسات ومؤتمرات للدول الأعضاء واللجان الفنية تتناول مواضيع سلامة المنتجات وقضايا تنويع الموارد وتضمن إشراك جميع أصحاب المصلحة. وستتبادل البلدان خبراتها، كما سيتم استكشاف طرق دعم أصحاب المصلحة لدينا في ضوء الأوضاع الجديدة التي يجب أن نعمل فيها.
وأوضح رئيس المنظمة الكهروتقنية الدولية، أن التقييس يحدد متطلبات الأمان والأداء والتشغيل البيني للتكنولوجيا، ويضمن تواصل الآلات ضمن نطاقات البنى والحدود الجغرافية. ونظراً إلى اندماج البيئات المادية والرقمية، فإن توحيد المعايير والمواصفات الرقمية يحمي بنيتنا التحتية من الهجمات السيبرانية، كما أن المطابقة تعد أمراً حيوياً لكي نستفيد من التقييس بشكل كامل.
وتابع: وهنا يكمن دور تقييم المطابقة في ضمان امتثال الأنظمة والمنتجات لمعايير المنظمة، وقد أدركت دولة الإمارات هذا الأمر، حيث جمعت في سبتمبر 2019 نخبة الخبراء والوفود من 86 دولة للاجتماعات السنوية للجنة الكهروتقنية الدولية لاعتماد المعايير المتعلقة بالمعدات المستخدمة في الأجواء القابلة للانفجار IECEx.
واختتم رئيس المنظمة الكهروتقنية الدولية، بأن دورة العام الجاري ستشهد للمرة الأولى تنظيم ورشة عمل للمحترفين الشباب في المنظمة، مرحباً بممثلي الشباب من الجيل القادم الذين سيقودون المنظمة الكهروتقنية الدولية في مساعيها المستقبلية. مشيراً إلى أنه سيكون لدى المحترفين الشباب ووفود المنظمة الكهروتقنية الدولية فرصة لتبادل الحوارات وجهاً لوجه، وهي فرصة طال انتظارها بسبب تداعيات جائحة كوفيد-19 خلال العامين الماضيين.
موثوقية عالمية
إلى ذلك، أكد سعادة عمر صوينع السويدي، وكيل وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، رئيس اللجنة الوطنية الإماراتية الكهروتقنية، بأن دولة الإمارات تفخر بدعم جهود المنظمة الكهروتقنية الدولية، في وقت يصادف فيه العام الجاري مرور 10 أعوام على الشراكة بين دولة الإمارات والمنظمة، تم خلالها إصدار نحو 70 ألف شهادة مطابقة لمنتجات كهربائية وإلكترونية، ما أسهم في اكتساب موثوقية عالمية، كما أثمر تطوير قدرات إصدار الشهادات المحلية في تسريع النمو الصناعي وتوسيع نطاق فرص التصدير للمصنعين في الإمارات.
وأضاف السويدي أنه وخلال الشهر الماضي، كجزء من مشاريع الخمسين، أطلقنا مبادرة برنامج الثورة الصناعية الرابعة لتسريع تلك العملية، وهو برنامج متكامل للتدريب وتبادل المعرفة والتواصل والتمويل، وسيركز على تعزيز وتسهيل وتمويل اعتماد التكنولوجيا المتقدمة في قطاع الصناعة ككل في دولة الإمارات.
اعتراف من 88 دولة
وأشار سعادته إلى أن وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة تعد الجهة الأولى في المنطقة التي تمنح شهادة IECEE وفق نظام تقييم المطابقة للمعدات والمكونات التابع للمنظمة الكهروتقنية الدولية، فيما يعد مختبر دبي المركزي مركز الاختبارات المعتمد الوحيد كذلك، وهذه الشهادات معترف بها من 88 دولة، حيث تعد وزارة لصناعة والتكنولوجيا المتقدمة جهة معينة من قبل المنظمة الكهروتقنية الدولية لإصدار هذه الشهادات IECEE حسب متطلبات المنظمة الكهروتقنية الدولية، وهو يعتبر إنجاز وطني مهم.
فيما استضفنا في العام 2019 الاجتماع السنوي للجنة الكهروتقنية الدولية لاعتماد المعايير المتعلقة بالمعدات المستخدمة في الأجواء القابلة للانفجار لـ IECEx في الإمارات، بحضور أكثر من 200 خبير تقني ورواد في مجال البيئات المتفجرة والخطرة.
وتابع: ندرك أهمية عمل المنظمة الكهروتقنية الدولية، ونعول على التنسيق التكاملي مع المنظمة بالتزامن مع بدء فصل جديد من نمونا الصناعي، وكذلك على الكيانات الدولية الأخرى، لضمان توافق صناعاتنا مع أفضل الممارسات والمعايير الدولية وفعالية منتجاتنا وكونها آمنة للاستخدام.
وأوضح سعادته أن مؤتمر اللجنة هذا العام يركز على موضوع يرتبط بشكل وثيق بجهودنا لإنشاء اقتصاد قائم على الابتكار والمعرفة، خصوصاً برنامج الثورة الصناعية الرابعة، وكيفية تأثير فرص وتحديات الثورة الصناعية الرابعة علينا جميعاً، حيث تطورت الأدوات والتطبيقات المرتبطة بسرعة كبيرة بهذه الموجة الجارفة من التطور التكنولوجي، من أفكار هامشية إلى محركات للاقتصادات الحالية والمستقبلية.
وتابع: وتغيرت التخصصات الجديدة، مثل التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات وإنترنت الأشياء والطباعة ثلاثية الأبعاد والحواسيب الكمية، والتكنولوجيا البيولوجية، وطرق صناعة واستهلاك مجموعة كاملة من المنتجات والخدمات، فيما نرحب في الإمارات بتلك الإمكانيات التحويلية: إذ تأسست وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة عام 2020 لتطوير قطاع الصناعة في الدولة وإنشاء اقتصاد مستدام قائم على المعرفة والابتكار.
وأعرب السويدي عن سعادته ببرنامج المحترفين الشباب، الذي يوفر فرص تدريب عالمية للمهندسين الشباب. وستمكّن مشاركة الشباب الإماراتي في هذا الحدث العالمي (وغيرهم من الشباب) من التفاعل مع خبراء عالميين في صناعات المستقبل، مؤكداً أن هذا المؤتمر سيعزز بناء العلاقات والشراكة المعرفية واكتشاف الأفكار والحلول للتحديات العالمية.
اليوم الأول
وشهد اليوم الأول من الاجتماعات جلسات مغلقة وورش عمل جمعت قادة وأعضاء الوفود والمختصين لبحث الموضوعات المدرجة ضمن جدول الأعمال، والتي تتطرق إلى الصناعات المستقبلية والتكنولوجيا المتقدمة، بدءاً من توليد الطاقة الكهربائية ونقلها وتوزيعها على الأجهزة المنزلية والتجهيزات المكتبية والطبية إضافة الى أشباه الموصلات والألياف البصرية والبطاريات والطاقة الشمسية وتقنية النانو والطاقة البحرية والتقنيات الطبية والمغناطيسية والوسائط المتعددة والاتصال.
كما شملت المناقشات الموضوعات المتعلقة بالتقنيات المرتبطة بالقياس والأداء والتصميم والتطوير والسلامة والبيئة، ودعم أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.
وترافقت الجلسات مع انطلاقة "برنامج المحترفين الشباب" الذي ستركز مشاركة دولة الإمارات فيه على تبادل الخبرات وتعزيز مشاركة المهنيين والفنيين من المواطنين الشباب في مواضيع موضوعات تشمل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء وزيادة الطاقة الإنتاجية وتطوير المواصفات القياسية المساندة.
هل وجدت هذا المحتوى مفيدًا؟
يمكنك مساعدتنا على التحسن من خلال تقديم تعليقاتك حول تجربتك.